اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حق التظاهر .. وواجب الاستماع !

حق التظاهر .. وواجب الاستماع !

نشر في: 3 إبريل, 2017: 09:01 م

كثيراً ما نتساءل : هل للزمن قيمة لدينا ؟ وعادة ما نردد مقولة ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه ، قطعك ) ومع هذا ، فنحن ـ بالقطع واليقين ـ لا نعرف كم من الأيام أو الأسابيع أو الدهور من عمر الزمن ينبغي أن تمرّ قبل أن نحدد بوصلتنا الكروية ، أو نتدبّر شأننا ونعرف الوجهة التي نسير نحوها !
التظاهرات التي دعا إليها جانب من أهل الكرة والإعلام ومعهم من تربطه صلة باللعبة ، تعبّر عن احتقان حقيقي تعانيه الكرة العراقية منذ أمد لا يتصل فقط بنتائجنا في تصفيات كأس العالم .. فالأمر يتعلّق بنظام كرة القدم في العراق وهو ما أسهبنا في الحديث عنه حتى خلال الأوقات التي تندر فيها الأزمات وتخفت الأصوات المطالبة بالتظاهر أو التغيير !
الأزمة تتحرك تحت الرماد وهذا ما لا نريد أن نراه دوماً .. والذين يطالبون بالإصلاح اليوم مهما تفاوتت دوافعهم ، يرفعون كلمة حق تواجه هذا الاحتقان ، بل وتقدم توصيفاً له .. ومن جديد اذكـّر بأن ما جرى أمس وربما ما سيجري لاحقاً ينطلق من حالة اعتلال كامنة أو ظاهرة ، لكنها بقيت بعيدة عن أية محاولة للإصلاح ، خصوصاً بالنسبة لاتحاد الكرة العراقي الذي يبدأ الخلل الواضح في نظامه الداخلي الذي لدينا حوله ألف رأي ورأي ، فهو نظام مكتوب بطريقة استئثارية استحواذية لا قيمة فيها لوجود أو حضور أو عمل إلا مجلس الإدارة الذي يأتي بفعل صندوق الاقتراع ثم لا يدع للآخرين شيئاً ، وكأن الانتخاب تفويض تام بالحصول على كل شيء ، وترك قواعد اللعبة من لاعبين سابقين ومدربين وإداريين يلوذون بالصمت لا هاجس لهم إلا انقضاء السنوات الأربع المقررة في عمر الاتحاد ، لعلهم بعد ذلك يجدون فرجاً أو مخرجاً أو فسحة تتيح لهم العمل في الميدان وفي صناعة جانب من القرار وليس كله !
للأسف الشديد ، نحن لا نعرف قيمة كل درس نتعلمه في كل مرة .. العهود الانتخابية الكروية الثلاثة التي مرت منذ عام 2004 وحتى الآن ، تثبت عقم النظام الداخلي للاتحاد العراقي برغم كل محاولات التزويق أو الجراحة التجميلية التي أجريت على استحياء من منطلق إيهام الآخرين بأن تغييراً قد حصل .. لهذا بقي النظام الداخلي سبباً لكل أزمة ، في حين تكفل النظام نفسه بتأمين كل الأدوار والصلاحيات لمجلس إدارة الاتحاد وخصوصاً في اللجان العاملة التي تحاط بسور من التحصينات القانونية التي أقرّتها الهيئة العامة ثم اكتشفت أنها أدوار وصلاحيات لا تشمل الجميع وأنها مثل الوقف لمجلس الإدارة ، وأن الأغلب الأعمّ من أعضاء الهيئة العامة هم حقاً من دفع الثمن على التصويت لتهميشهم هم وكفاءات كروية كثيرة غيرهم!
تعالى الصوت ، وخرجت التظاهرة .. والسؤال الذي يتبقى : هل سيتم واجب الاستماع بإمعان ، وماذا يمكن أن يتحقق غير الوعود التي توزعت على مراحل زمنية تعلو ثم تهبط تبعاً للضغوط الإعلامية التي مورست على الاتحاد من أجل الإفصاح عن أية سياسة جديدة فيها استيعاب للدرس ، وفيها تعبير عن وجه أو سياسة أخرى ؟!
نحن لدينا ما لا حصر له من التخيّلات والافتراضات والتصورات ، وليست لدينا أية ( خارطة طريق ) رسمية طالبنا بها قبل سنوات .. فعلى أي قاعدة سيستند اتحاد الكرة ليغيّر من نهجه إذا كان قد حصل على التفويض التام من هيئته العامة التي تملك وحدها حق التغيير ، لكنها لم تتحرك ، ولن تتحرك لأنها ولِدَت هكذا مسلوبة الإرادة .. بكامل وعيها وباستقامة أيديها التي رفعتها تأييداً لنظام داخلي عقيم تستند إليه كل مفاصل اللعبة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    لا عزاء للرياضيين العراقيين بوجود ألأتحاد الحالي لكرة القدم وشخصياته الهزيلة وبوجود الهيئة العامة التي تتسم بالمناطقية والتعصب والمحسوبية والمنفعة الشخصية لها من اتحاد الكرة بألأيفادات الى خارج العراق وألأشراف على مباريات الدوري العراقي وتنصيبهم في وظائف

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان

العمودالثامن: عقدة تشرين

 علي حسين ظهر علينا مؤخراً المحلل السياسي عماد المسافر في " نيو لوك " متطور، ليحدثنا عن مخاطر من أسماهم " التشارنة "، والرجل يقصد الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي أزعجت...
علي حسين

كلاكيت: ساذرلاند..الممثل أدى جميع الأدوار

 علاء المفرجي مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram