الاستقالات الأخيرة التي تمّت داخل اتحاد كرة القدم العراقي ، بطريقة إيجاد أي حل جزئي للأزمة الكبيرة ، تلقي ظلالاً كثيفة على (شكل) الأزمة التي نعيشها والتي تفاقمت بدلاً من أن تتحلحل بقرارات عملية وواقعية وتلبي مطالب أهل الكرة .. فقد جاءت طريقة الاستقالات من اللجان تعبيراً عن حسن النية وهذا أمر ايجابي ، لكن الاستقالات تخالف نصوص النظام الداخلي للاتحاد أو أنها تسير بالضد من منطوق المادة التي تحتّم على أعضاء الاتحاد ترؤس اللجان وكذلك الحصول على موقع نائب الرئيس في كل لجنة!
أقرب الظن أن هذه الاستقالات هي أشبه بالهبات التي يمنحها أعضاء مجلس إدارة الاتحاد لكوادر اللعبة العاطلة أو المعطلة ، في محاولة لتبريد أزمة لم تهدأ بعد لأنها لم تجد المخرج المنطقي لها .. في حين سيأتي محتوى النظام الداخلي عمّا قريب وعندما تهدأ الخواطر والأنفس ، لتقول إن الأعضاء المستقيلين خالفوا اللوائح حين استقالوا!!
مشكلة في الطريق هي أشبه ما تكون بالطرفة أو النادرة التي نقرأ كثيراً منها في الكراريس الصغيرة القديمة التي كانت تباع بأرخص الأثمان ، في حين كان يتوجب على الاتحاد أن يدعو هيئته العامة إلى أن تشاركه في هذا الأمر من خلال إضافة أو تعديل يتيح لأهل الكرة من الأكفاء فيها أن يعملوا تحت إطار اللجان وحتى تولي رئاستها ، هو أمر لم يحصل ، وفي تقديري أنه لن يحصل على المدى القريب أو المنظور!
وفي الإطار الأوسع للأزمة ، يُفهم من الاستقالات أن الاتحاد أراد إرسال إشارة قوية إلى خصومه بأنه يتجاوب أو يستجيب في وقت لم ينقطع الدعم فيه عن الاتحاد وأن اللجنة الأولمبية والوزارة ستقفان إلى جانبه من أجل أن يستكمل منهاجه المقرر وهو وواسع ومتعدد في الاتجاهين المحلي والخارجي ، وأن الذين يراهنون على سقوط كيان الاتحاد بفعل شـُح الموارد أو تجفيف منابع السيولة المالية ، سيكتشفون لاحقاً أن هذا العامل لن يكون سبب الإطاحة ما دامت اللجنة الأولمبية تمد يد العون بقدر ما هو متاح في الميزانية السنوية المقررة ، إلى جانب الدعم الواضح من وزارة الشباب والرياضة للاتحاد ، لهذا جاء مديح الاتحاد في كثير من تصريحات رجاله إلى اللجنة الأولمبية والوزارة في خطوة يراد منها (التحييد) عن النزاع القائم والمعلن مع المعترضين المتظاهرين المشتكين!
أقرب الظن عندي ، أن الاتحاد يريد أن يُبقي على (حرارة) علاقته مع قيادات اللجنة الأولمبية والوزارة لكي تكون هذه العلاقة خطاً للرجعة عندما تشتد الأزمة .. لكن هذه الحرارة لن تحل المشكلة من جذورها .. فهي قد تؤجل الحل أو تضغط في هذا الاتجاه ، لكنها بالتأكيد لن تـُخرج الاتحاد من دائرة ضيقة من الضغوط!
مازلت على قناعتي الثابتة الراسخة الوطيدة ، بأن سلبية الهيئة العامة للاتحاد هي من خلق المشكلة في بواكيرها ، وهي السبب في تفاقمها حتى وصلنا إلى ما نحن فيه .. والحل واضح ولا يحتاج إلى بيان تثمين وإشادة في كل يوم .. الحل أن يعترف الاتحاد بأخطائه وأن تعود الهيئة العامة لكي تصحح المسارات من داخل النظام الداخلي للاتحاد.
والسؤال الذي مللنا تكراره في كل يوم : هل لدى الاتحاد مثل هذه الإرادة أو القدرة أم انه سيهرب في كل مرة إلى بياناته التي تقدم الشكر لقيادات الرياضة ولا تقدم أي حل لعموم العراقيين؟!
طـُرفـة الاسـتـقالات !
نشر في: 24 إبريل, 2017: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)
جميع التعليقات 1
أبو أثير
يبدو أن الرياضة في العراق وبالذات كرة القدم ستبقى أسيرة جدران وتقوقع القائمين عليها من المنتفعين والمعتاشين من مواردها التي لاتنضب ولم تنضب يوما ... أضافة الى المنافع الشخصية من الجولات المكوكية والسفرات الخارجية ومدى الصرف الباذخ من أموال الرياضة العراقي