خطأ فادح أن نتصوّر أن الانجاز يتحقق من هباء، وأنه يأتي نتيجة للإهمال، أو أنه مفقود الأصل ينمو وسط التجاهل والتقتير وضيق ذات اليد.. أما الخطأ الأكبر، فيأتي عندنا حين يتصوّر أصحاب القرار الحكومي أو الرياضي ممن يملكون المال، أن دعم الإنجاز في الرياضة منة أو بدعة أو ترف، وأن الصحيح – في رأيهم – أن توضع العبارة على النحو التالي ( إنجاز الدعم ) أي أن القليل الذي يقدمونه لأبطالنا هو المنجز بحد ذاته!
منذ أمد ليس قصيراً واللجنة البارالمبية العراقية تواجه نقصاً شديداً في الموارد اللازمة لإدارة شؤون الرياضة المختلفة في قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة أو ممن درج البعض على تسميتهم بالمعاقين وهو بذلك يرتكب خطأ شديداً! - وفي حدود علمي- أن اللجنة التي حققت أبهى الإنجازات وأرفعها لم تتسلم إلا النزر اليسير الذي لا يتعدى ما يسمى الميزانية التشغيلية أو رواتب الموظفين والمنتسبين لديها من الأبطال إدارة ولعباً وتدريباً وتحكيماً، وهم لا يشكّلون بمجملهم جيشاً كبيراً يعادل ما يدفعه نادٍ عراقي واحد لمنتسبيه!
هنالك تقتير شديد على أنشطة اللجنة البارالمبية، وهناك (كَرَم) مُبالغ فيه عند الإنفاق على أنشطة أو فعاليات أخرى نقول إنها للأصحاء أو الأسوياء، لكنهم ليسوا كذلك على مستوى الإنجاز الفعلي في الميدان.. واللجنة تحاول أن تدق كل باب ممكن أو متاح لها من أجل أن توضح لصاحب القرار والمال الحكومي أن هنالك مشاركات تهمهم بينها بطولة العالم في المكسيك خلال شهر تشرين الأول المقبل، والبطولة تفرض على العراق المشاركة في فعاليات محددة هو قادر على انتزاع الفوز فيها، أو أن البلد معرّض لعقوبات دولية في حالة العزوف عن المشاركة لأي سبب كان!
وتناهى إلى سمعي من قبل أن اللجنة البارالمبية أحجمت عن المشاركة في كثير من البطولات والملتقيات الخارجية المهمة القادرة على انتزاع الانتصارات فيها، لا لسبب إلا لأنها تعاني شح الموارد، فهل يجوز أمر كهذا ونحن في زمن لا نرى فيه إلا توالي النجاحات التي حققتها فرقنا ورياضيونا على هذا الصعيد، ولا نرى إلا الأرقام تتهاوى بجهودهم الكبيرة التي أوصلتنا إلى المستويات العالمية التي نتباهى فيها ، في الوقت الذي نرى منتخباتنا في كثير من ألعاب الأسوياء أو الأصحاء وهي تتلكأ وتتعثّر برغم أنها تحظى بفرص المشاركة المستمرة ولا تعود إلينا إلا حسيرة كسيرة!
أكتب اليوم داعياً من يملك القرار إلى إيفاء رياضيينا في اللجنة البارالمبية حقهم، ولا نقول حقهم وزيادة.. نريد فقط الإلتفات إلى الأهم من مشاركاتهم الخارجية بعد أن اسقطنا كثيراً من عوامل الصرف والدعم.. فذلك أجدى وأنفع لنا ونحن نحاول أن نتلمس الطريق إلى نجاحات أخرى بعد أن كان أبطال الرياضات البارالمبية وحدهم سبباً لفرحنا وسعادتنا بإنجازاتهم الكبرى!
البقاء على قيد.. الإنجاز!!
نشر في: 30 أغسطس, 2017: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)
جميع التعليقات 1
حسين علي
العزيز علي رياح عرفتك متصدينا لكل مايدور في الرياضة بصورة عامة منذ تسعينات القرن الماضي نعم صديقي لايعرف قيمة ماطرحت سوى من همه العراق فابطال مثل هؤلاء حصدوا الاوسمة والميداليات ورفعوا اسم العراق عاليا كيف نفرط بانجازاتهم ولان -قادة العراق - لايهمهم مات