اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: (يـا بـنـات الــمُـكـلّا)!!

بعبارة أخرى: (يـا بـنـات الــمُـكـلّا)!!

نشر في: 3 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي رياح

الصدفة وحدها جمعتني خلال زيارتي إلى البرازيل بالدكتور عبد الله الجرمل ، وهو شخصية رياضية رائعة من جنوب اليمن يشغل الآن منصب نائب رئيس الاتحادين العربي والآسيوي لرفع الأثقال ، ولكن هذا ليست له أدنى صلة بما يرد في الذهن الآن ، ذلك لأن الجرمل عمل في مجال كرة القدم إدارياً مميزاً في زمان مضى وكان أحد المساهمين في انبثاق الاتحاد العربي لكرة القدم عام 1974 في طرابلس الغرب بليبيا ، ومن هنا جاء الحديث في الكرة والذي استدرجنا إلى واقعة تاريخية كان الجرمل شاهداً فيها وعليها بل كان جزءاً منها أو طرفاً في (ترتيبها) بعبارة أصح!
ففي يوم الخميس الموافق للثاني من أيار عام 1974 اهتزّ العراق من أقصاه إلى أقصاه بالهزيمة العجيبة أمام منتخب اليمن الجنوبي الديمقراطي بنتيجة صفر مقابل هدفين .. وقعت النتيجة وقوع الكارثة على وسطنا الكروي ، وفتحت كل الأبواب أمام صنوف شتى من النقد اللاذع الذي تلقاه لاعبو منتخبنا ومدربه واثق ناجي ومديره ثامر محسن ، وقد امتدت الموجة النقدية لتشمل حتى رئيس الوفد ماهر البياتي!
خسر منتخبنا بكثير من التهاون وبنصيب أوفر من الغرور ، وفازت اليمن بالإصرار على إحداث مفاجأة مدوية مازال الأشقاء في جنوب اليمن يتحدثون عنها بالفخار والسرور.
هنا كانت تساؤلاتي التي تحاول استعادة التاريخ وإيقاظه من السبات أو التعتيم أو الضياع ، ومن هنا أمسك الجرمل بخيط الكلام ليشير إلى أنه كان يلازم المنتخب العراقي خلال الرحلة من باب الاحتفاء بهم ، وقد لاحظ أن عدداً من اللاعبين العراقيين المعروفين لم يكن يمنح المباراة أي قدر من الاهتمام ، وكان يرى فيها (نزهة) على سواحل البحر العربي .. بعض اللاعبين كان مزهوّاً إلى درجة الطرب مُردّداً أغنية الراحل فهد بلان (يا بنات المُـكـلّا) والتي كانت شهيرة في ذلك الوقت على امتداد الوطن العربي ، لكن الخسارة القاسية في عدن أحالت الطرب حسرة ودموعاً كما شاهد الجمل بأم عينيه!
كانت هنالك مباراة ثانية مقرَّرة مسبقاً بين المنتخبين في مدينة أخرى هي (المكلا) الساحلية ، ويقول الجرمل : ومن باب الاعتزاز التاريخي بالنصر الفريد الذي حققناه نحن اليمنيين ، أخبرنا الوفد العراق بأنه يتعذّر علينا جمع لاعبي المنتخب مرة ثانية ، والخيار الوحيد المتاح هو اللعب أمام فريق محافظة المكلا!
ويصف الجرمل المشهد على هذا النحو : كانت إدارة وفد العراق ومدربه ولاعبوه بين خيارين كلاهما مُر، الاكتفاء بخسارة وصدمة المباراة الأولى والعودة إلى بغداد عن طريق القاهرة ، أو خوض المباراة الثانية أمام فريق يمثل محافظة ولن يكون أي فوز عراقي شافياً لغليل الداخل العراقي الذي كان يغلي ويضغط ويبحث عن الثأر!
بالنتيجة ـ اختار المنتخب العراقي أن يلعب أمام فريق المكلا وحقق فوز كبيراً استقرَّ على عشرة أهداف (أربعة لكل من فلاح حسن وحازم جسام ، وهدف لكل من ضرغام الحيدري وآرا همبرسوم) مقابل ثلاثة لفريق المكلا .. نتيجة يقول عنها الجرمل : لم نحزن عليها في اليمن، بل فرحنا لأن فريقاً يمثل محافظة سجل ثلاثة أهداف في مرمى منتخب العراق الذي لم يكن هذا الرقم القياسي في الأهداف كافياً لتعافيه من الهزيمة ، فقد نجحنا في عدم منحه فرصة الأخذ بالثأر حفاظاً على منجزنا التاريخي ، وقد كنا نرى أن ذلك حق لنا في ظل كل الظروف التي كنا نعيشها ، فيما كان المنتخب العراقي يتمتع بسمعة عربية وآسيوية عريضة ونادراً ما كان يقع في فخ الخسارة ، فكيف إذا جاء هذه المرة أمام منتخب مغمور كمنتخب اليمن الجنوبي!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram