اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: أوفرهم حظاً .. أم أكثرهم كفاءة!!

بعبارة أخرى: أوفرهم حظاً .. أم أكثرهم كفاءة!!

نشر في: 17 أغسطس, 2020: 06:43 م

 علي رياح

تقدّرون وتضحك الأقدار! ربما لا يعلم كثير من أبناء الجيل الكروي الحالي، أن وصول العراق إلى منصة التتويج بطلا لكأس آسيا عام 2007 ، ينطوي على خلفيات ومفارقات لم تكن منظورة حتى في زمانها أو وقت وقوعها! 

خذ مثلاً واحداً أن جورفان فييرا المدرب البرازيلي – البرتغالي – المغربي الذي قاد منتخبنا إلى النصر الآسيوي الفريد ، لم يكن بين الخيارات المُـلحة عند اتحاد الكرة العراقي لتدريب المنتخب قبل البطولة بعد استقالة أكرم سلمان ، بل إن فييرا لم يكن مطروحاً في الأصل بين أية خيارات! 

في أربيل ، وتحديداً في فندق أربيل بلازا المجاور لمقر نادي أربيل حيث شاءت الصدفة أن أقيم وأن يقيم هو هناك ، عشت اللحظات التي كان فيها الألماني سيدكا يحزم حقيبة السفر مودعاً العراق نهاية تموز 2011 .. لقد انتهت المهمة التي جاء من أجلها من دون أن يحقق ما كان مأمولاً منه بعد أن كان شحيحاً ما توفر له من إمكانيات – هذه وجهة نظره! 

كان الرجل في تلك اللحظات وحيداً تائهاً كمن يذهب من إخفاق إلى مجهول ، وقد عرضت عليه إيصاله في مشوار قصير إلى حيث يعمل قريب له في شركة ألمانية لأدوات السيارات ، فقبل مُرحباً ، وكان الزملاء في طاقم التصوير شركاء لنا في هذا المشوار الذي أكد فيه سيدكا معلومة طرحتها عليه .. قلت له : هل صحيح أنك كنت المرشح الأول لقيادة منتخب العراق في نهائيات كأس آسيا قبل التعاقد مع المدرب فييرا؟!

كان جواب سيدكا قاطعاً : لقد تمت مفاتحتي نهاية شهر شباط من عام 2007 لبيان رغبتي وكذلك فوتح نادي الغرافة القطري الذي كنت أعمل مدرباً له ، وجرت مفاوضات لم تثمر بسبب بعض ما رأيته تفاصيل صغيرة لكنها مهمة في تحديد سقف عملي كي أنال الوقت الكافي في بناء المنتخب! 

المفارقة الكبيرة ليست في عدم اكتمال الاتفاق مع سيدكا واكتمال هذا الاتفاق معه بعد ثلاث سنوات أي في عام 2010 .. إنما تكمن في أن المدرب فييرا قبل بأن يعمل مع المنتخب بأقل الشروط المالية بعد أن أوضح له حسين سعيد رئيس الاتحاد بأن الأخير مَدين ولا يملك الكثير ، لكن حقوق المدرب ستصل إليه (حين ميسرة)!! 

اتساءل وأنا أشاهد قبل أيام لقاء مُعادا مع المدرب فييرا على قناة مغربية عن ارتباطه الروحي بالعراق وتعلقه الجارف للعراقيين ، عن الحدود الفاصلة بين الكفاءة العملية وحسن الطالع أو التوفيق .. كانت جهود اتحاد الكرة وحتى اللجنة الأولمبية العراقية تتجه نحو سيدكا ، بينما كان التعاقد مع فييرا الذي كان خارج الحسابات تماماً ، مفتاحاً للإنجاز الآسيوي! 

في عام 2011 لم يكن من المنطق سؤال سيدكا عمّا إذا كان سيأخذ المنتخب إلى قمة القارة الآسيوية لو أنه أمسك بزمام المنتخب قبل شهرين فقط من انطلاق مبارياتنا الآسيوية.. 

كما أنني لست في معرض الخوض في مقارنة بين كفاءة المدربَين ، هناك من هو أفضل وأقدر مني على وضع الحدود الفاصلة بين الاثنين وبالتالي الإجابة عن السؤال إياه! 

فالفوز والنجاح وإتمام المهمة بأروع صورة ، لا تترك لمثل هذه المقارنة مكاناً .. فقط أشير إلى أن الإمبراطور الفرنسي (إيطالي الأصل) نابليون بونابرت أراد أن يسند إلى أحد قادته مهمة على جانب كبير من الأهمية ، فجاء له مستشاره له بقائمة تضم خيارات عدة ، وبعد أن أمعن بونابرت النظر فيها كان رأيه : أريد أوفرهم حظا ، لا أكثرهم كفاءة! 

وفي كرة القدم .. يصدق هذا القول كثيراً .. كثيراً!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

النمسا تهزم بولندا بثلاثية في يورو 2024

حاولوا قتل شخص.. الداخلية تلقي القبض متهمين أثنين في بغداد

الاتصالات: العراق ينجح في استعادة عضويته لدى اتحاد البريد العالمي

هل يكتب ميسي سطوره الاخيرة في مسيرته الكروية؟

في العراق.. درجات الحرارة المحسوسة غدا تلامس الـ 65 درجة مئوية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: "فاشوش" جمهوري!!

 علي حسين قبل عام بالتمام والكمال خرج علينا رئيس الجمهورية وراعي الدستور معلناً سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، وكان فخامته ينوي وضع السيد ريان...
علي حسين

كلاكيت: عن أفلام الطريق

 علاء المفرجي أفلام الطريق كنوع سينمائي، فيما يتعلق بشخصياتها وقصصها وشكلها وأفكارها؟ فأفلام الطريق قاموسيا هي تلك الأفلام التي تغادر فيها الشخصيات مكانها في رحلة على الطريق، وما تصادفه في هذا الطريق من...
علاء المفرجي

برعوشا – بيروسوس: التاريخ دول وأحداث متعاقبة تقودها العناية الإلهية

د. حسين الهنداوي (6)ظلت المعلومات حول الحضارات العراقية القديمة بائسة الى حد مذهل قبل التمكن من فك رموز الكتابة المسمارية على يد هنري رولنسون في منتصف القرن التاسع عشر، والتمكن بالتالي، ولأول مرة بعد...
د. حسين الهنداوي

يا أهل الثَّقافة والإعلام.. رفقاً بالألقاب

رشيد الخيون إن نسيت فلا أنسى اعتراض صاحب سيارة الأجرة، المنطلقة مِن عدن إلى صنعاء(1991)، والعادة تُسجل أسماء المسافرين، خشية السُّقوط مِن الجبال في الوديان، على أحد الرُّكاب وقد كتب «الدُّكتور» فلان. اعترض قائلاً:...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram