اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: مدربون في غرف التعليق!!

بعبارة أخرى: مدربون في غرف التعليق!!

نشر في: 7 سبتمبر, 2020: 06:18 م

 علي رياح

إذا حزمت خلية الأزمة أمرها وقرّرت عودة الروح إلى ملاعبنا ، وأطلقت العنان لمباريات الدوري من دون جمهور ، فإننا سنرى صنوفاً من الأصوات الجهورية والتوجيهات والتعليقات التي تصدر من مقاعد البدلاء أو المنطقة الفنية الخاصة بالمدربين .. وسيسمع رواد الملاعب مفردات عجيبة وربما أبياتا من الشعر أو خطباً عصماء ، أو حتى سنكتشف عندها مواهب مدربينا في التعليق .. لم لا؟! 

حين استؤنف الدوري العراقي بعد الاحتلال عام 2003 ، كانت بعض المباريات تشكو عزوفاً مُبرَّراً للجمهور بسبب النواسف والمفخخات في ذلك الوقت .. لعب القوة الجوية بمدربه عادل يوسف الذي لا تكاد تسمع له صوتاً مع فريق الاستقلال الذي كان يقوده حكيم شاكر المولع دوما بتوجيه لاعبيه طوال وقت المباراة .. اتخذنا مقاعدنا قريباً من المدربين واضطررنا إلى الاستماع إلى التوجيهات التي تحولت إلى لون من التعليق الرياضي بشهادة حكيم نفسه .. فعندما استبدّ الغضب بالمدرب قالها صريحة : (خليتوني مثل مؤيد البدري مرة أقول حسين ، ومرة أقول أسعد ، ومرة أقول شلون تاليها) .. انتبه حكيم إلى أن الصحفيين يستمعون إلى كل شيء فأضاف متقمصاً الهدوء : (اتمنى نفوز وأنا ممتنع عن التوجيه ، ولكن ماذا أفعل أنتم تجبرونني على كل هذا) !

يفعل المدربون هذا كثيراً ، في العراق وفي غير العراق ، ولكن ماذا يقال لو أن المعلق نفسه اتخذ لبوس المدرب وراح يوزع التوجيهات على اللاعبين ، يوم كانت مناضد التعليق توضع قريباً من الميدان ، وقد سمعنا كثيراً من قصص الأستاذ الكبير مؤيد البدري مع لاعبينا وحتى مدربينا بحكم خبرته الطويلة وعلاقته الوثيقة بالجميع كإعلامي كبير وكعقل كروي لا يشق له غبار ، حتى أن بعض الجمل القاسية كانت تصدر عنه في لحظة اندماج أو غضب! 

الشيء نفسه كان يفعله الكابتن لطيف معلق مصر الشهير، لا بل إنه كان يتحاور مع الجمهور من على المدرجات القريبة حين يستوجب الأمر! 

والمعلق الكويتي اللامع خالد الحربان له نوادر كثيرة .. كان يوجه اللاعبين وينصحهم ويحذرهم وكان ينسى أنه ينقل المباراة بصوته الى الملايين .. وأشهر (وقائعه) أنه صاح خلال المباراة : لا يا فيصل لا (يقصد فيصل الدخيل ) .. مو هذا المدافع اللي طكـك قبل شوية .. شووف .. طالع .. ذاك المدافع اللي تعمد يطكـك! 

وحين تبلغ الفرحة ذروتها في نفس المعلق ، قد يغادر منضدة التعليق ويترك مهمته تماماً ليجري داخلاً الملعب كي يهنئ اللاعبين بنتيجة كبيرة! 

هذا بالضبط ما فعله المعلق القطري المعتزل محمد نوح في دورة الخليج العربي الرابعة في الدوحة 1976 .. نوح لم يصدق أن المنتخب القطري أنهى المباراة مع منتخب العراق بالتعادل من دون أهداف ، فانطلق مع صفارة النهاية كي يعانق اللاعبين تاركاً المشاهدين والمستمعين في حيرة ، بينما كان مخرج المباراة المصري فتحي أبو زيد يضرب أخماساً بأسداس لدقائق معدودة حتى تمكن أحد المصورين من الانطلاق خلف المعلق وإقناعه بضرورة العودة إلى موقعه أمام المايكروفون كي يستأنف التعليق وينهي نقل وقائع المباراة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

النمسا تهزم بولندا بثلاثية في يورو 2024

حاولوا قتل شخص.. الداخلية تلقي القبض متهمين أثنين في بغداد

الاتصالات: العراق ينجح في استعادة عضويته لدى اتحاد البريد العالمي

هل يكتب ميسي سطوره الاخيرة في مسيرته الكروية؟

في العراق.. درجات الحرارة المحسوسة غدا تلامس الـ 65 درجة مئوية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: "فاشوش" جمهوري!!

 علي حسين قبل عام بالتمام والكمال خرج علينا رئيس الجمهورية وراعي الدستور معلناً سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، وكان فخامته ينوي وضع السيد ريان...
علي حسين

كلاكيت: عن أفلام الطريق

 علاء المفرجي أفلام الطريق كنوع سينمائي، فيما يتعلق بشخصياتها وقصصها وشكلها وأفكارها؟ فأفلام الطريق قاموسيا هي تلك الأفلام التي تغادر فيها الشخصيات مكانها في رحلة على الطريق، وما تصادفه في هذا الطريق من...
علاء المفرجي

برعوشا – بيروسوس: التاريخ دول وأحداث متعاقبة تقودها العناية الإلهية

د. حسين الهنداوي (6)ظلت المعلومات حول الحضارات العراقية القديمة بائسة الى حد مذهل قبل التمكن من فك رموز الكتابة المسمارية على يد هنري رولنسون في منتصف القرن التاسع عشر، والتمكن بالتالي، ولأول مرة بعد...
د. حسين الهنداوي

يا أهل الثَّقافة والإعلام.. رفقاً بالألقاب

رشيد الخيون إن نسيت فلا أنسى اعتراض صاحب سيارة الأجرة، المنطلقة مِن عدن إلى صنعاء(1991)، والعادة تُسجل أسماء المسافرين، خشية السُّقوط مِن الجبال في الوديان، على أحد الرُّكاب وقد كتب «الدُّكتور» فلان. اعترض قائلاً:...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram