اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: سامي عبد الحميد .. ناقداً كرويا!!

بعبارة أخرى: سامي عبد الحميد .. ناقداً كرويا!!

نشر في: 29 سبتمبر, 2020: 07:20 م

علي رياح  

قال لي بتدفق إلقائه الشهير الذي يصعب على الوصف : أنت يا علي بهذا تجعلني (أرتكب) حواراً كروياً لم يكن في دائرة توقعي!

وقلت له : كثير من الناس قد اطلع على فنك وعلى تجاربك المسرحية والتلفزيونية ومحظوظون أولئك الذين أدركوا زمنك وأنت تلقي دروسا غاية في الروعة على مدارج أكاديمية الفنون ، لكن (الكرة) أو الحديث في الكرة يبقى حلقة مفقودة دعني استدرجك إليها ، لعلنا نعثر على كنز دفين لم يكن في الوارد أو الحسبان!

ثم دار حواري في مطلع تموز من عام 2002 مع فناننا الكبير سامي عبد الحميد لمجلة (الصقر) القطرية الخالدة تحت ترويسة (عكس الاتجاه) ، ما يعني أننا سندخل في غير المألوف من القضايا مع ضيفنا .. كانت رحى نهائيات مونديال كوريا واليابان قد توقفت للتو حين أجريت اللقاء ، فكان لابد أن يكون سؤالي الشائك .. الشائك على رجل المسرح سامي عبد الحميد : ما الذي لفت انتباهك من ظواهر المونديال الأخير؟

- لقد كان غياب زين الدين زيدان القسري سبباً في اندحار القوة الكروية الفرنسية التي كانت مرشحة للاحتفاظ باللقب .. ودعني أقول إن الأهمية الاستثنائية للاعب مثل زيدان لم تكن مبرراً لما حدث لزملائه لأنهم يؤلفون فريقا بطلا لأوروبا والعالم ولا يجب أن يتوقف النجاح والفشل على لاعب واحد!

كانت إجابة الفنان الكبير أكبر وأروع من سؤالي ، ثم جاءت الأسئلة الأخرى تترى : هل كان هذا الدرس الوحيد الذي قدمه المونديال لعشاق الكرة في العالم؟!

- بالطبع كلا .. ثمّة دروس بليغة وربما قاسية أخرى ومنها أن الفوارق بدأت تذوب بين ما كنا نراه منتخبات قوية ومنتخبات أقل شأنا.. أنظر ماذا فعلت السنغال وتأمّل ما قدّمه الكوريون .. وأنا اتمنى أن نستفيد من التجربة الكورية سواء في الانفتاح على المدارس العالمية أو في استقطاب المدربين الأجانب أو في زيادة جرعات الاحتكاك ..

* كانت إجابات الأستاذ سامي عبد الحميد مؤثرة وكانت مُغرية لي للخوض في الكثير من المسائل الكروية ..  هل تتذكر كم مرّة ذهبتَ إلى الملعب لمتابعة لقاء كروي؟

- كنت مواظباً على حضور المباريات خصوصا حين يتعلق الأمر بالمنتخب العراقي صاحب الأمجاد المشهودة خلال العقد الستيني.. أما الآن ، فأنا وللأسف متابع جيد للمباريات عبر التلفاز!

* ثم كان قراري أن امتحن فناننا الكبير بأسئلة سريعة : ما الفرق بين كرة المنضدة وتنس الطاولة؟

 -كالفرق بين مفردتي (فوتبول) و(سوكر) ، إذ أن كلتيهما تؤديان إلى معنى واحد!!

*  هل تتذكر آخر إنجاز كروي حققه العراق؟

-  الفوز ببطولة شباب آسيا في طهران عام 2000.

 * ثم كان السؤال الذي حرّك فيه نفسه المواجع: وهل تعني عبارة (الرياضة في أسبوع) شيئا لديك؟!

شعرت للمرة الأولى خلال اللقاء أن صوت سامي عبد الحميد المدوّي على المسرح وقد تراجع وتعثر تأثراً ، قال : الله! ما أجملها من عبارة .. إنها عنوان البرنامج الخالد الذي قدمه الأستاذ مؤيد البدري على مدى ثلاثين سنة .. إننا نفتقد هذا البرنامج مثلما نفتقد البدري!

*        *       *

بعد الحوار الطويل الذي لم أنشر سوى جانب منه ، لملمت أوراقي وغادرت كافيتريا مسرح الرشيد حيث كانت (المباراة الصحفية) تجري مع قامة فنية ثقافية سامقة لا يمكن أن يجود بمثلها الزمن .. أستعيد كل محاور اللقاء ومنعطفاته اليوم وذكرى رحيل الاستاذ سامي عبد الحميد تمرُّ علينا اليوم الثلاثاء .. رحمه الله .. هكذا عرفته ، لديه المنطق والحضور والإجابة حتى في كرة القدم .. بعد ذلك اللقاء قال إنني ورطته في غير ميدانه ، أما أنا فقد ازددت يقينا بأن الرجل – الموسوعة هزمني ودحر اسئلتي حين أغلق في وجهي كل منافذ الفوز عليه .. كروياً!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

النمسا تهزم بولندا بثلاثية في يورو 2024

حاولوا قتل شخص.. الداخلية تلقي القبض متهمين أثنين في بغداد

الاتصالات: العراق ينجح في استعادة عضويته لدى اتحاد البريد العالمي

هل يكتب ميسي سطوره الاخيرة في مسيرته الكروية؟

في العراق.. درجات الحرارة المحسوسة غدا تلامس الـ 65 درجة مئوية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: "فاشوش" جمهوري!!

 علي حسين قبل عام بالتمام والكمال خرج علينا رئيس الجمهورية وراعي الدستور معلناً سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، وكان فخامته ينوي وضع السيد ريان...
علي حسين

كلاكيت: عن أفلام الطريق

 علاء المفرجي أفلام الطريق كنوع سينمائي، فيما يتعلق بشخصياتها وقصصها وشكلها وأفكارها؟ فأفلام الطريق قاموسيا هي تلك الأفلام التي تغادر فيها الشخصيات مكانها في رحلة على الطريق، وما تصادفه في هذا الطريق من...
علاء المفرجي

برعوشا – بيروسوس: التاريخ دول وأحداث متعاقبة تقودها العناية الإلهية

د. حسين الهنداوي (6)ظلت المعلومات حول الحضارات العراقية القديمة بائسة الى حد مذهل قبل التمكن من فك رموز الكتابة المسمارية على يد هنري رولنسون في منتصف القرن التاسع عشر، والتمكن بالتالي، ولأول مرة بعد...
د. حسين الهنداوي

يا أهل الثَّقافة والإعلام.. رفقاً بالألقاب

رشيد الخيون إن نسيت فلا أنسى اعتراض صاحب سيارة الأجرة، المنطلقة مِن عدن إلى صنعاء(1991)، والعادة تُسجل أسماء المسافرين، خشية السُّقوط مِن الجبال في الوديان، على أحد الرُّكاب وقد كتب «الدُّكتور» فلان. اعترض قائلاً:...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram