اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: الهيمنة التي صارت تقليداً !

بعبارة أخرى: الهيمنة التي صارت تقليداً !

نشر في: 2 نوفمبر, 2020: 06:29 م

 علي رياح

الانتخابات في العراق محسومة . إذا لم نقل كلها فإن الأغلب الأعم منها لا يأتي بجديد ، فينتهي ما درجنا على تسميته بـ (العرس الانتخابي) بوجوه مكرورة تحرص على تطبيق الشعار المعاكس (المُجرَّب يجب أن يُجرَّب)!! 

توقفت كثيراً عند الرقم (230) وهو يمثل عدد الأحزاب والكيانات السياسية التي قررت دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة . العدد قابل للارتفاع خلال المدة المتاحة لتسجيل الكيانات التي تريد خوض السباق الانتخابي! 

وجوه ومسميات وعناوين كثيرة مكرورة وهذا (مفهوم) في المناخ السياسي العراقي ، تضاف إليها هذه المرة وجوه ومسميات وعناوين ترفع شعار التغيير وتطالب بألا يكون (السباق) حكراً على القوى التقليدية ، ولا أظن أن جديداً سيطرأ إلا في حدود نادرة بالنظر إلى الخارطة السياسية المعهودة في العراق والتي تخضع لمن يملك القوة والنفوذ والمال وحتى المريدين!

في الرياضة مثلا أطرح السؤال التالي : قلْ لي كم من إدارات الاتحادات الرياضية قد تغيّر بحكم الصندوق الانتخابي ، لا بفعل الحكم القضائي؟!

يمكنك أن تجيل ناظريك على الخارطة الرياضية للاتحادات الرياضية عندنا لتجد أن التغيير يكاد يكون معدوماً ، وإذا جاء التغيير فسيكون على شكل لمسة لابدّ منها لزوم الديكور أو التأكيد على أن الممارسة أنتجت لنا وجهاً جديداً ، وهكذا كان الحال طوال سنوات ودورات انتخابية عديدة لم تسلم من الاستحواذ والهيمنة إلا بقدرة قادر أو بمفعول خارج عن الإرادة الرياضية! 

الحال بالتأكيد ينطبق على الأندية الرياضية ، وهنا تسكب العبرات كما يُقال .. الأندية تتحول بفعل (الانتخابات) إلى أشبه ما يكون بالممتلكات الخاصة للأشخاص النافذين ، فهم الذين يملكون قرار الترشيح ، ومنهم تصدر التزكية بفوز شخصية وخسارة أخرى ، ووفقاً لخارطة الطريق التي يضعونها يتحول النادي – على هذا النحو – إلى ضيعة مسجلة بالاسم ولا حاجة أبدا إلى التسجيل العقاري! 

وما يقال عن الاتحادات والأندية ، ينسحب بالنتيجة إلى شكل اللجنة الأولمبية عندنا .. فبفعل التدخلات الدولية ، واضطراب القوانين المحلية والرياضية ، يغيب الوضوح تماماً ، وهذا الغياب يدفع بالكثير من الوجوه التي تنشد الدخول في المعترك الانتخابي والترشيح ، إلى الانسحاب من الساحة .. وهكذا بدت فرصة التغيير في ملامح اللجنة خارج إطار (الإرادة الرياضية) تمسك بها الإرادة السياسية أو التدخلات الدولية ، فضلاً عن عملية (التضبيط) المتوقعة والتي صارت تقليداً بالاتفاق ، فأنت تسندني في لحظة الاختيار ، وأنا سأكون عوناً لك في اللحظة نفسها! 

قبل يومين ، أبدى أحد رؤساء الأندية الرياضة المعروفة في بغداد عتباً عليَّ ، لأنني قلت في برنامج تلفزيوني إن التغيير في الانتخابات مستحيل ، فالكثير من التفاصيل محسومة ، كما أن الوجوه قد تمّ إقرارها والاتفاق عليها ، ولهذا لا يبقى لدى الراغبين في التغيير سوى الانتظار دورة أخرى ، فلعل عثرة قانونية تطيح بالإدارة كما حدث في اتحاد الكرة السابق ، وعندها ستكون هنالك فرصة للتفكير – مجرد التفكير – بالذهاب إلى الانتخابات! 

قلت له رداً على عتبه : إذا كنت تدخل الانتخابات وحيداً على الموقع الذي رشحت عليه ، فأنت مثل العدّاء الذي يجري في السباق وحده وينال المركز الأول والذهب وما يتصوره مجداً !

(الهيمنة) عندنا تحولت إلى (تقليد) . فإذا كان التغيير في الاتحادات والأندية وفي اللجنة الأولمبية طفيفاً أو محدوداً أو ربما معدوماً ، فكيف يمكن أن تتغير الآليات والسياقات والأفكار في الرياضة ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

النمسا تهزم بولندا بثلاثية في يورو 2024

حاولوا قتل شخص.. الداخلية تلقي القبض متهمين أثنين في بغداد

الاتصالات: العراق ينجح في استعادة عضويته لدى اتحاد البريد العالمي

هل يكتب ميسي سطوره الاخيرة في مسيرته الكروية؟

في العراق.. درجات الحرارة المحسوسة غدا تلامس الـ 65 درجة مئوية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: "فاشوش" جمهوري!!

 علي حسين قبل عام بالتمام والكمال خرج علينا رئيس الجمهورية وراعي الدستور معلناً سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، وكان فخامته ينوي وضع السيد ريان...
علي حسين

كلاكيت: عن أفلام الطريق

 علاء المفرجي أفلام الطريق كنوع سينمائي، فيما يتعلق بشخصياتها وقصصها وشكلها وأفكارها؟ فأفلام الطريق قاموسيا هي تلك الأفلام التي تغادر فيها الشخصيات مكانها في رحلة على الطريق، وما تصادفه في هذا الطريق من...
علاء المفرجي

برعوشا – بيروسوس: التاريخ دول وأحداث متعاقبة تقودها العناية الإلهية

د. حسين الهنداوي (6)ظلت المعلومات حول الحضارات العراقية القديمة بائسة الى حد مذهل قبل التمكن من فك رموز الكتابة المسمارية على يد هنري رولنسون في منتصف القرن التاسع عشر، والتمكن بالتالي، ولأول مرة بعد...
د. حسين الهنداوي

يا أهل الثَّقافة والإعلام.. رفقاً بالألقاب

رشيد الخيون إن نسيت فلا أنسى اعتراض صاحب سيارة الأجرة، المنطلقة مِن عدن إلى صنعاء(1991)، والعادة تُسجل أسماء المسافرين، خشية السُّقوط مِن الجبال في الوديان، على أحد الرُّكاب وقد كتب «الدُّكتور» فلان. اعترض قائلاً:...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram