TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > شياطين العصر.. السياسيون الفاسدون والانتخابات

شياطين العصر.. السياسيون الفاسدون والانتخابات

نشر في: 1 سبتمبر, 2021: 11:20 م

 د.قاسم حسين صالح

نحدد مفاهيمنا أولا بأننا نقصد بالسياسيين الفاسدين هنا،الحكّام الذين تولوا السلطة في العراق بعد عام 2003،وقادة الاحزاب والكتل التي لها دور فاعل في العملية السياسية. ونقصد بالفساد السياسي ما حددته قواميسه بأنه إساءة استخدام السلطة العامة من قبل النخب الحاكمة لأهداف غير مشروعة كالرشوة، الابتزاز، المحسوبية، والاختلاس فيما نعني بالفساد..حصول الفرد على مال بطرائق غير مشروعة يحاسب عليها القانون.

ان المتابع المحايد وصل الى قناعة بأن أقبح السياسيين الفاسدين،بعد 2003،هم قادة أحزاب الأسلام السياسي والكتل السياسية التي تعلن انها تعتمد الأسلام منهجا..ذلك لأنهم منافقون،والإسلام هو أكثر الأديان تنبيها الى الابتعاد عن النفاق والتحذير منه، إذ خصه بسورة كاملة في القرآن الكريم بعنوان (المنافقون) و بآية صريحة بسورة البقرة:” ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام”. وفي هذا وصف النبي محمد المنافق بأنه:” من خالفت سريرته علانيته” ، وحدد صفاته بثلاث:” آية المنافق ثلاث، اذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان «.

لسنا بحاجة لذكر اسماء من تنطبق عليهم هذه الصفات، فالغالبية المطلقة من الحكّام والوزراء والبرلمانيين بمختلف عنوانيهم وانتماءاتهم هم فاسدون، لكننا نخص هنا اكثر حكّام احزاب الأسلام السياسي الشيعي..الذين ما زالوا يمارسونها حتى بعد ان خرجت عليهم جماهيرهم التي انتخبتهم..واحرقت مقرات احزابهم عقابا على كذبهم،واخلافهم ما وعدوا به،وخيانتهم الأمانة..باعلان صريح من أمين حزب الدعوة الذي تولى الحكم ثمان سنوات بقوله (لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها)..وما كشفها خوفا من خصومه ان يكشفوا فاسدي حزبه..فكانت في تعاليم الآسلام وسيرة الخلفاء الراشدين..خيانة ذمّة صريحة.

زد على ذلك ان شخصية الحاكم السياسي الفاسد تتصف بالصلافة،فمع انهم ارتكبوا جرائم فساد ما حصل لها مثيل في التاريخ،وافقروا الناس وأذلّوها فيما هم يعيشون برفاهية سلاطين كانوا قبلها يبيعون (الخردوات) ويعيشون على (الصدقات)،فان واحدا منهم فقط خرج معتذرا للناس واصفا ما حصل بانه (تقصير) مع ان ما ارتكبوه يعدّ جرائم كبرى.واكثر صلافاتهم صلافة اعتراف امين عام حزب الدعوة في مقابلة تلفزيونية بانهم (فشلوا كطبقة سياسيبة)..وحين سأله المذيع:بمن فيهم أنت؟..أجابه:(بمن فيهم أنا)..ومع ذلك فأنه نشط جدا هذه الأيام موعزا اتباعه بالترويج له ليكون رئيس وزراء العراق القادم!

وللتذكيرفأننا نورد هنا بالأرقام ميزانيات العراق في زمن الذين سيرشحون للأنتخابات المبكرة:

بلغت ميزانية العراق عام 2003 بحدود 14 مليار دولار، ارتفعت عام 2004 إلى 18 مليار دولار، لتبلغ في 2005 بحدود 26 مليار دولار،ارتفعت في 2006 الى 34 مليار دولار،لتقفز في 2007 الى 42 مليار دولار،لتصل 70 مليار دولار في 2008،و 74 مليار دولار في 2009،و 84 مليار دولار في 2011،و 101 مليار دولار في 2012،و 120 مليار دولار في 2013،لتقفز في 2014 الى 150 مليار دولار!

والتساؤل هنا جاء على لسان المرجعية بصوت الشيخ احمد الصافي بخطبة جمعة (9 آب 2019) بقوله: (ارقام مرعبة من الأموال..أين ذهبت؟ هل من مجيب؟!)..ولم يجبه احد،أين ذهبت تلك الأموال الضخمة،والوطن بلا بنى تحتية و13 مليون تحت خط الفقر باعتراف وزارة التخطيط.؟

صار يقينا لدينا الآن بأن قادة احزاب السلطة هم قوم يتصفون بالوقاحة والصلافة والنفاق والفساد وخيانة الذمة..وانهم يدركون ان الفرصة لو اتيحت للشعب (لسحلوهم باشوارع) على قول احدهم..وان من يمتلك هذه الصفات يعرف كيف سيوظفها في الانتخابات..ولن تنفع مع شياطين العصر أمم متحدة او رقابات،فالتاريخ قد وثق ما فات، وسيوثق في تشرين ما هو آت!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram