اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: بول شرايدر يُكرم في فينيسيا

كلاكيت: بول شرايدر يُكرم في فينيسيا

نشر في: 24 أغسطس, 2022: 10:37 م

 علاء المفرجي

بعد أكثر من اربعين عاما على عمله في السينما ، يكرم مهرجان فينسيا السينمائي، قامة كبيرة في السينما العالمية، هو الكاتب والمخرج بول شريدر بمنحه جائزة الاسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة.. والذي يكفي ان تشير له أنه شارك في تأليف أبرز أعمال المخرج مارتن سكورسيزي مثل سائق التاكسي (1976) والثور الهائج (1980) والإغراء الأخير للسيد المسيح (1988).

ولد شريدر في ميشيغان لأسرة متدينة بروتستانتية كالفينية ذات أصول هولندية. كان والده شارلز شريدر يعمل مديرا تنفيذيا. وقد تأثر كثيرا في حياته المبكرة بالمبادئ الدينية الصارمة وتعاليم والديه. لم ير أي فيلم حتى عمر السابعة عشرة، حين أصبح قادرا على التسلل بعيدا عن المنزل. وفي مقابلة قال إن أول فيلم شاهده هو «الأستاذ الغائب العقل» (1961) وهو فيلم خيال علمي سهل. لم يؤثر فيه هذا الفيلم كما أثر فيه فيلم إلفيس بريسلي «براري البلاد» (1961). يصف شريدر رؤيته للأفلام بأنها تعاط فكري لا عاطفي، وهذا لأنه لم يتعرف على الأفلام إلى في وقت متأخر.

حصل شريدر على بكالوريوس الآداب من «كلية كالفن» للفنون الجميلة، مع دورة في اللاهوت. ثم حصل على درجة الماجستير في الدراسات السينمائية من جامعة كاليفورنيا برعاية الناقدة السينمائية المعروفة «بولين كايل» (1919-2001). مشى شريدر على خطى كايل وأصبح ناقدا سينمائيا، وكتب لصحف ومجلات في لوس أنجلوس. ثم ألف سنة 1972 كتابه «الأسلوب المتعالي في صناعة الفيلم: أوزو، بريسون، درير» الذي درس فيه أوجه التشابه بين المخرج الفرنسي روبرت بريسون، والمخرج الياباني ياسوجيرو أوزو، والمخرج الدنماركي كارل تيودور دراير. ثم نشر مقالته «ملاحظات على أفلام النوار» وأصبحت المقالة مصدرا كثيرا ما يستشهد به.

تأثر شريدر كثيرا بفيلم قواعد اللعبة (1939) ووصفه بأنه «فيلم جوهري» يمثل «كل السينما». عام 1974، ألف شريدر وشقيقه ليونارد سيناريو «ياكوزا»، فيلم جريمة على الطريقة اليابانية. أصبح السيناريو محل مزايدات طاحنة، وبيع في نهاية المطاف بملغ 325 ألف دولار. أخرج الفيلم سيدني بولاك وقام ببطولته روبرت ميتشوم. رغم فشل الفيلم تجاريا إلا أن كاتبه جذب أنظار مخرجي هوليوود الجديدة. في 1975 كتب سيناريو «قلق» للمخرج براين دي بالما. وكتب السيناريو المبدئي لفيلم لقاءات قريبة من النوع الثالث الذي لم يناسب المخرج ستيفن سبيلبرغ فغيّره.

ثم كتب شريدر أهم سيناريو له عن هواجس سائق سيارة أجرة في مدينة نيويورك الذي قدمه مارتن سكورسيزي في فيلمه سائق التاكسي. وقدم لسكورسيزي أيضا نصوصا أخرى، حكاية الملاكمة الثور الهائج، والإغراء الأخير للسيد المسيح، وإظهار الموتى عام 1999.

بفضل الاحتفاء بقصة (سائق التاكسي)، تمكن شريدر من إخراج أول فيلم له، «الطوق الأزرق» (1978)، وشاركه في كتابته شقيقه ليونارد. قام بالبطولة ريتشارد بريور وهارفي كيتل ويافيت كوتو كعمال مصنع السيارات في محاولة للهروب من أزمتهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال السرقة والابتزاز. وقد وصف شريدر الفيلم بأنه كان تجربة صعبة، بسبب التوترات الفنية والشخصية بينه وبين العاملين فيه. خلال تصوير الفيلم عانى من انهيار عصبي، ما جعله يعيد النظر بجدية في حياته المهنية. في العام التالي 1979 قدم فيلم «المتشددون»، من تأليفه أيضا، قصته فيها العديد من التشابه مع سيرته الذاتية من حيث تصوير الوسط الكالفيني لمدينته غراند رابيدز وشخصية الممثل جورج سي سكوت التي تشبه شخصية والد شريدر.

من بين أفلام بول شريدر في الثمانينيات كان «رجل بلا عقل» بطولة ريتشارد جير (1980)، نسخة جديدة من فيلم الرعب «قبيلة القطط» (1982) الذي صدر أول مرة سنة 1942. ثم «ميشيما: حياة في أربعة فصول» (1985) المبني على حياة الأديب الياباني يوكيو ميشيما، يمزج الفيلم بين حوادث من حياة ميشيما مع قصص من كتبه. تم ترشيح الفيلم للحصول على الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي. كان فرانسيس فورد كوبولا وجورج لوكاس منتجين تنفيذيين للفيلم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram