أربيل / المدى
شدد الرئيس مسعود بارزاني، على ضرورة أن يسعى المسؤولون الحاليون في بغداد بكل قوتهم، لئلا يتورط العراق في الحروب.
جاء ذلك خلال افتتاحه معرض أربيل الدولي للكتاب، أمس الأربعاء (9 نيسان 2025)، الذي تنظمه مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون. وقال الرئيس مسعود بارزاني بخصوص المشاكل بين أربيل وبغداد، إنه تم حل المشاكل بينهما إلى حد جيد، ولكن لا يزال هناك الكثير، مردفاً أن «العراق الجديد بعد عام 2003 تأسس على ثلاثة مبادئ أساسية، وهي: الشراكة، التوازن، والتوافق؛ لكن للأسف لم يتم الالتزام بها». وأضاف: «كُتب دستور للعراق عام 2005 لعب فيه الكورد دوراً رئيساً وصوت له 85% من الشعب العراقي، ولو تم الالتزام بهذا الدستور، لما حدثت الكثير من المشاكل التي واجهت الشعب العراقي بشكل عام والعلاقة بين إقليم كوردستان وبغداد. الآن أيضاً، الحل الأساسي هو العودة إلى تلك المبادئ الثلاثة والالتزام بالدستور». ونوّه الرئيس بارزاني الى أن «على جميع القوى، سواء في إقليم كوردستان أو في بغداد، أن تمتلك الشجاعة للاعتراف بالأخطاء وفتح صفحة جديدة مرة أخرى، لكي لا يواجه العراق مشاكل أكبر». وأشار الرئيس بارزاني إلى أن المنطقة تتجه نحو التغيير، قائلاً: «كما نرى، هناك مشاكل كبيرة جداً حولنا، حروب كبيرة جارية، وحروب كبيرة قد وقعت. نأمل أن تنتهي هذه الحروب في أقرب وقت ممكن، وأن تنتهي معاناة وآلام هؤلاء الناس، سواء في فلسطين، أو في لبنان، أو في أي منطقة أخرى». كما أكد الرئيس بارزاني أن «الأهم من كل ذلك هو أنه يجب على المسؤولين الحاليين في بغداد أن يسعوا بكل قوتهم لئلا يتورط العراق في تلك الحروب». بشأن مفاوضات تشكيل حكومة اقليم كوردستان، قال الرئيس بارزاني إنه يجب على الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني الإسراع في تشكيل حكومة إقليم كوردستان، محذراً من أن «أزمات كبيرة وقعت في المنطقة وربما تحدث أزمات أكبر». وتابع أن «وضع إقليم كوردستان ليس بمعزل عن وضع المنطقة بشكل عام، لكن في تشرين الأول الماضي جرت انتخابات في إقليم كوردستان، حيث اعتقد الكثيرون أن الانتخابات لن تُجرى، أو إذا أُجريت ستحدث مشاكل وأزمات كبيرة. لكن الانتخابات أُجريت، وبشهادة الأمم المتحدة وجميع المنظمات التي حضرت، كانت انتخابات نزيهة. ربما لا توجد انتخابات في العالم خالية من النواقص، لكن مقارنة بالانتخابات السابقة، كانت انتخابات جيدة جداً جداً، وظهرت نتائجها». بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة، أوضح الرئيس بارزاني أنه يجب على جميع الذين فازوا بمقاعد، كل طرف حسب حجمه، أن يشكلوا معاً حكومة واحدة، مضيفاً: «كوردستان ملك لنا جميعاً ونحن جميعاً إخوة وأقارب لبعضنا البعض، ليس من الجيد أن نُضعف بعضنا البعض. فلتكن هناك معارضة، ولكن لتكن من أجل إرشاد الحكومة والبرلمان إلى طريق أفضل. فلتُفتح صفحة جديدة، وأدعو جميع الأطراف للمشاركة في الحكومة». كما أكد الرئيس بارزاني على أن المسؤولية الكبرى في تشكيل الحكومة الجديدة تقع على عاتق الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وقال: «لقد اتخذوا خطوات جيدة حتى الآن، لكن لايزال هناك المزيد. يجب عليهم إنهاء أعمالهم في أقرب وقت ممكن وتشكيل الحكومة، لأننا كما نرى، وقعت أزمات كبيرة حولنا وفي العالم أجمع، وربما تكون هناك أزمات أكبر في الطريق. لذا، الشرط الوحيد لنجاح الكورد هو وحدة الكورد».