اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا الكاميرا تنفع.. ولا الإشارة!

لا الكاميرا تنفع.. ولا الإشارة!

نشر في: 6 أكتوبر, 2013: 10:01 م

غالبا ما يكون المدرب مصدر القلق الاول لفريقه ، ولا عجب .. خاصة إذا كان لا يستطيع أن يتحكم في أعصابه ، فنجد وجهه محمراً .. ولا يكفّ هو عن الحركة في عصبية ظاهرة .. وبالتالي ، لا يمكن لهذا المدرب أن يعطي أية قرارات أو تقديرات سليمة ، بل تصدر منه أفعال مرتبكة تزيد من أخطاء لاعبيه وتسبب خسارتهم للمباراة !
أما المدرب الذي يتمكن من ضبط انفعالاته ، فانه سيتخيل حتماً كثيراً مما سيحدث في المباراة و ما الذي سيأتي به الفريق المقابل ، ويضع البدائل ويتحسب لكل الاحتمالات ، ولن تعصف بحساباته إلا المفاجأة المدوية .. وهو حين يتماسك ويبدي سيطرته على انفعالاته ، يرسل إشارات للاعبيه بطريقة واضحة ومختصرة في بضع كلمات ، لأن اللاعب في الميدان يحتاج إلى طريقة سهلة وهادئة وموجزة للغاية في إيصال التعليمات إليه .
وتقدم صحيفة انكليزية متخصصة ، نقلاً عن دراسة لمجموعة من المدربين المحليين ، صورة ربما تكون متفائلة أو وردية عن أوضاع مدربي كرة القدم خلال المباريات عام 2012 إذ تشير إلى أن بطولات مهمة من قبيل أمم أوروبا الاخيرة قدمت معطيات هي ليست جديدة على العقد الحالي من عمر السنين ، لكنها ـ بالتأكيد ـ تختلف عن تلك المعطيات السائدة في العقد الخمسيني من القرن الماضي على سبيل المثال .. إذ كان المدرب عبارة عن شخصية لها إلمام واسع بكرة القدم ، ولكنه كان ـ في أغلب الحالات ـ عصبي المزاج ، يستشيط غضباً لأي قرار للحكم ، ولا يمكن أن يدرأ عن نفسه التصرف بطريقة حمقاء إزاء أي من لاعبيه إذا ارتكب غلطة أو هفوة في تنفيذ التعليمات !
مجموعة المدربين التي أعدت الدراسة ، تشير إلى ما يرتفع عن ذلك ويسمو عليه ، فتقول إن الانتشار المذهل لكاميرات التلفاز في كل زاوية من أرجاء الملعب ، أوجدت حالة من الهدوء القسري الذي كان على المدربين التحلي به ، وقد ألزم الكثيرون أنفسهم بالانصياع لمتطلبات وجود الكاميرا على مقربة منهم ، وهم في النتيجة ربحوا على المستوى الشخصي ، لأن التلفاز حوّل طبائعهم من التمرد على كل شيء إلى محاولة ضبط النفس وكتم ردة الفعل حتى لا تصيب تصرفاتهم الناس بالصدمة ، فيكسبون عداوات أخرى غير التي يكتسبونها في علاقاتهم المهنية كمدربين !
وفي الدراسة نفسها ، إشارة مهمة للغاية ، إذ يعترف المدربون بأنهم صاروا يلجأون إلى وسائل بديلة لإيصال التعليمات غير رفع عقيرتهم بالصياح .. بمعنى أن تطور أنماط التصوير والرصد التلفازي دفع المدربين إلى اختراع "لغة إشارات" كل حسب مداركه أو مدارك لاعبيه ، وقد لا تظهر تفاصيل هذه اللغة لدى المتتبع للمواجهة الكروية عبر الشاشة ، لكن اللاعبين قادرون على التقاطها ومن ثم استيعاب ما يجري بسرعة !
وفي واحدة من الخلاصات التي انتهت إليها مجموعة المدربين ، التأكيد عن "أن الطبع يغلب التطبع".. إذ اعترف 85 % من المدربين العاملين في الدوري الانكليزي ـ بأنهم غالباً ما يجدون أنفسهم في طور بعيد تماماً عن الهدوء أو حتى الكياسة عندما تكتب لهم المقادير العمل مع لاعبين متمردين لا يفهمون "لغة الإشارة" ولا تنفع معهم حتى العبارات الصريحة التي تفضح التكتيك العام لفرقهم !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان

العمودالثامن: عقدة تشرين

 علي حسين ظهر علينا مؤخراً المحلل السياسي عماد المسافر في " نيو لوك " متطور، ليحدثنا عن مخاطر من أسماهم " التشارنة "، والرجل يقصد الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي أزعجت...
علي حسين

كلاكيت: ساذرلاند..الممثل أدى جميع الأدوار

 علاء المفرجي مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram