اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > لليسار در: قانون لحرية الصحافة

لليسار در: قانون لحرية الصحافة

نشر في: 24 يوليو, 2018: 07:15 م

حسين عبد الرازق

في 16 آب 2015 عقد الزميل " جلال عارف" نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس " لجنة التشريعات الصحفية والإعلامية " مؤتمراً صحفياً بمقر نقابة الصحفيين ، ليعلن على الرأي العام وجموع الصحفيين والإعلاميين عن إنتهاء اللجنة من صياغة مشروعي قانونين ، الأول خاص بقانون موحد للصحافة والإعلام ، والثاني خاص بتعديل المواد الخاصة بالجرائم التي ترتكب بطريق النشر والعلانية في قانون العقوبات وقوانين أخرى ، وذلك تطبيقا للنص الدستوري في المواد ( 70 ، 71 ، 72 ، 211 ، 212 ، 213) ، وقال " عارف " إنه تم التوافق مع الحكومة على المشروعين وصياغة موادهما ، وإن مجلس الوزراء سيحيلهما إلى مجلس النواب لإصدارهما.
وجاءت المفاجأة المؤسفة من جانب الحكومة ، فلجأت إلى تقسيم قانون الصحافة الموحد إلى قانونين ، الأول خاص بتنظيم الصحافة والإعلام ، والثاني خاص بالتنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام ، مع تغيير وإلغاء عديد من مواد المشروع الذي تم التوافق عليها ، خاصة المواد التي تحقق حرية واستقلال الصحافة والإعلام .
وأصدر رئيس مجلس الوزراء في 19 كانون الأول 2016 قرارا بإنشاء اختصاصات وتشكيل " المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام " و" الهيئة الوطنية للصحافة" و" الهيئة الوطنية للإعلام" ليتأكد إصرار الحكم على هيمنة السلطة التنفيذية على الصحافة والإعلام .
وأخيراً قامت الحكومة ومجلس نوابها بالموافقة على 4 قوانين أعدتها الحكومة ، هي " مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام " و" مشروع قانون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام " و" مشروع الهيئة الوطنية للصحافة " و" مشروع الهيئة الوطنية للإعلام" وتمت الموافقة عليها يوم الاثنين 16 تموز الحالي .
وأدت هذه القوانين إلى انقسام واضح في الرأي العام ، والمجتمع الصحفي ، بل وفي مجلس نقابة الصحفيين ، ما بين رافض لهذه القوانين القمعية وآخرين مع ما تريده السلطة أياً كان ! .
وفي وسط هذا الجدل وما أثاره من صخب تناسى الجميع مشروع القانون بتعديل قانون العقوبات وقوانين أخرى لإلغاء العقوبات السالبة للحرية والمقيدة لحرية الصحافة والإعلام .
وكان هذا المشروع قد أعد بالتوازي مع مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام الموحد ، وطلبت الحكومة مهلة ليقوم خبراء وزارة العدل بدراسته والتأكد من عدم وجود تعارض بين مواده ومواد قانون العقوبات .
وتضمن المشروع أربع مواد فقط ، الأولى تطبيق حرفي للنص الدستوري بالغاء العقوبات السالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بطريق النشر أو العلانية الواردة في قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 وتعديلاته أو في أي قانون آخر ، ويكتفي بعقوبة الغرامة بحد أدنى ألف جنيه ، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو التمييز بين المواطنين أو الطعن في أعراض الأفراد فيحدد القانون عقوبتها وتنص المادة الثانية على إلغاء المواد (102) و(102مكرر) و(174) و(177) و(178) مكرر ثانيا و(179) و(181) و(182) و(184) و(186) من قانون العقوبات ، والمادة (10) من القرار الجمهوري رقم 2915 لسنة 1964 بإنشاء الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء ، أما المادة الثالثة من مشروع القانون فتتناول بالتعديل المواد (176 ، 308) عقوبات .
ورغم مضي ثلاث سنوات على المهلة التي طلبها خبراء وزارة العدل ، فلم يفصح هؤلاء " الخبراء " عن موقفهم من مشروع القانون ، واكتفوا باخفائه في أدراج الوزارة وتجاهله وكأنه لم يطرح أصلاً .
ومصادرة الحكومة لهذا المشروع بقانون لا يعني نهاية الطريق ، فمسؤولية مجلس نقابة الصحفيين أن يسعى لإعادة الحياة لهذا المشروع بقانون التزاماً بالدستور وكخطوة في طريق حرية واستقلال الصحافة والإعلام والخطوة الأولى على هذا الطريق دعوة أعضاء مجلس النواب من الصحفيين ومن ممثلي الأحزاب الديمقراطية لتبني مشروع القانون والتقدم به إلى مجلس النواب لإقراره ، فهل يقدم مجلس نقابة الصحفيين على هذه المبادرة ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram