اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: أستفتي .. بفلوسي!

بعبارة أخرى: أستفتي .. بفلوسي!

نشر في: 17 يونيو, 2019: 07:28 م

 علي رياح

نخطو مسرعين نحو خاتمة موسمنا الكروي (الراكض) نحو ذمة التاريخ .. ولم أجد القدرة على منع نفسي من أن تعلّق بالعبارة المصرية الشهيرة (أهو كلام والسلام) ،

حين قرأت هذا الدمار المفزع الذي حلَّ بالاستفتاءات الرياضية العربية، وإلى الحد الذي باتت فيه الحقائق الملموسة بالمقاييس النظرية والعملية، أشبه بالنكات التي تستدر ضحكاً كالبكاء!

انظروا إلى هذه الوجهة التي يأخذها استفتاء أقوى دوريات كرة القدم في الوطن العربي عبر إحدى الإذاعات العربية وقد كنت استمع إليه وأنا استقر في التاكسي أنشد الذهاب إلى أحد الأماكن.. النتائج حتى اللحظة التي أكتب فيها هذه الفكرة، تشير إلى اكتساح سعودي لا يُبارى وصل إلى مستوى الحصول على ما يزيد عن ثلث أصوات المشاركين في الاستفتاء عبر الرسائل النصية، أي تلك الوسيلة التي تكلف صحابها مبلغاً ولو ضئيلاً من المال..

أما المفاجأة المدوّية التي تستحق أن تقترن بها عبارة (من العيار الثقيل) فهي أن دوريات عربية أخرى في بلدان متدنية المستوى في الكرة، قد استولت على نصيب ليس قليلاً من الأصوات، وهذه دول لا قيمة فنية للدوري فيها كما أن منتخباتها لم تسلم من التراجع خلال السنوات الأخيرة بسبب هبوط المردود الفني في الدوري المحلي!

عقلك سيتململ، وسيتحرك على الفور وستسأل عمّا حلّ بالدوريات العريقة الكبيرة في مصر وتونس والعراق والمغرب وقطر والأردن وغيرها.. معك حق فيما ستذهب إليه، فلقد اختفت هذه الدوريات تماما من واجهة الاستفتاء، وهي ضربة موجعة موجهة إلى طبيعة الاستفتاء قبل أن توجه إلى الدوريات نفسها.. وهذا ناتج عن فعل (المادة) وتدخل الأهواء الشخصية أو التعصب النادوي في الاختيار، وهو أمر يمنحك، بدوره، الفرصة لتتوقف عند طبيعة الجمهور الذي تستقطبه أو تستدرجه هذه الاستفتاءات التي تلعب كثيراً على وتر التعصب وليس الصوت المنطقي المعقول! 

فخلال خمسين سنة مضت، لم تنتزع أشكال التطور الحاصل في كرة القدم صفة (التفرّد) من مسابقة كالدوري المصري، فلماذا يغيب هذا اللون العريق المميز الذي احتفظ بسحره، وبأجوائه، وبنجومه، وبأصدائه المثيرة، فضلاً عن مستوى المباريات وهو مميّز وتحيط به المتعة من كل صوب ..

أما الدوري العراقي ، فبالرغم من ملاحظات كثيرة تؤشَّر على نظامه ، وعلى مستوياته خلال المواسم الماضية ، وعلى أمده الزمني الشديد المرهق الذي يصل إلى ما أسميناه قبل سنوات (دوري الفصول الأربعة) ، فإنه يظل في مرتبة متقدمة .. وأنا أراه في ترتيب متقدم إلى جانب الدوري المصري والقطري والتونسي والسعودي والمغربي والأردني .. ومع كل هذا ، فان الصوت العراقي اختفى تماماً..

هذا هو بالضبط ما يمكن أن نسميه (استفتاء .. والسلام) .. فالغاية جليّة ولا تستدعي إجراء بحوث معمّقة تمنح البراءة للجانب التجاري الذي يحاول ـ في كل مرة ـ العزف على اهتمامات الجمهور العربي المُحب لكرة القدم، ومحاولة استخراج ما في الجيوب من منطلق حث كل مشجع على التعصب لناديه وللدوري الذي يلعب فيه!

استفتاءات جماهيرية؟! لا شك في ذلك ، ففرصة التصويت متاحة لك ، وأنت محق في ما تقول أو تختار بعد أن تدفع مقابلاً لصوتك .. لكن ما أبعد إفرازاتها ونتائجها عن القدر الأدنى من الموضوعية.. فبعد أيام، ستأتي النتائج، لتتحدث عمّا بلغناه من قدرة على التعصّب وعلى القفز فوق الحقائق.. فنحن نجري ونقفز ونلهو بفلوسنا، ولا دخل للحقائق في عمل تجاري يرتدي لبوس الكرة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram