اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: الرئيس السارق.. الرئيس المسروق !!

بعبارة أخرى: الرئيس السارق.. الرئيس المسروق !!

نشر في: 24 ديسمبر, 2019: 07:29 م

 علي رياح

الذين يتصدرون وظيفة مهمة كرئاسة ناد أو اتحاد أو هرم رياضي بأكمله يُصنـَّفون في العادة إلى ثلاثة : صنف يجعل من كرسيه منفذاً إلى السرقة دون أن يقدم شيئاً من حُـر ماله ..

وصنف ثان يريد الرياضة واجهة ووجاهة اجتماعية أو حتى سياسية له ، ولهذا يفتح خزائنه ويُنفق ، وبعضهم يبلغ به الكرم حدّ استغفاله من المحيطين به فيستحق عندها لقب الرئيس المسروق .. وصنف ثالث يتعامل بالذمة والضمير والأمانة مع ما هو متاح له ، فيبدأ المهمة وينهيها بثوب أبيض .. وإن كان نادرا!

وحين شاهدت فيلم (طريقي) الذي يوثق حياة سيلفيو بيرلسكوني مؤسس أمجاد الميلان الإيطالي ، فريقي المفضل في الكالتشيو ، احترت في تصنيفه .. فالرجل قدّم للروسونيري ما لم يقدمه رئيس نادٍ على مرّ العصور كرماً وعطاء واهتماماً، خصوصاً حين اقترن مجده السياسي كرئيس لوزراء إيطاليا بالحقبة التي اعتلى فيها النادي عرش النجومية أوروبياً وعالمياً، لكن بيرلسكوني بقي رجلاً تحيط به الفضائح من كل صوب .. فضائح الفساد المالي والأخلاقي والمافيا والتي رافقت وصوله ليكون أيضاً إمبراطورا للإعلام في القارة العجوز!

بيرلسكوني الذي اشترى الميلان عام 1986 ، وأغدق عليه العطاء ، كان يُثار حوله الغبار عن المدى غير المحدود لفساده .. حتى أن هذا (الرجل الذي لم يف بوعد واحد في السياسة) كما يقول خصومه ، فتح كل خزائنه في فترة عز الميلان ، وجعل ارتداء القميص الأحمر –الأسود حلما لكل نجم .. كان مولعاً بالكرة على نحو غريب ، وكان ولعه أكبر بتدليل لاعبيه ، حتى أنه أوعز بأن يصل الفريق إلى ملعب سانسيرو بثلاث طائرات مروحية ، كانت تنقل اللاعبين إلى قلب الميدان ، فكان مشهداً مدهشاً يحوّل الملعب إلى كرنفال قبل المباراة ، ويعطي اللاعب والمدرب شعورا بالأهمية والعظمة!

في هذا الفيلم الذي تمّ حبكه بطريقة محكمة ، يكشف بيرلسكوني عن كواليس علاقته باللاعبين .. كانت له زيارة أسبوعية إلى تدريبات الفريق ، يبدأها من غرفة الملابس حيث كان يحاور اللاعبين بأسمائهم ويتبسّط معهم ويمزح حتى بمفردات خالية من الأدب .. وكان كرئيس للنادي يبدأ الزيارة وينهيها مطلقاً لعنان لصيحته مع اللاعبين : (أتاكوووزي) وتعني باللغة الإيطالية (هجوووم!) .. ويعترف هنا بأنه في هذه الزيارة ينسى أجواء المحاكم ، فقد حوصر في حياته بـ (600) قضية خرج من معظمها مبتسماً ، لكنه بفضل كرة القدم تحوّل إلى بطل قومي ظل فاعلا في السياسة على مدى عقدين من الزمن!

النقطة المفصلية في فكرتي هنا ، أن بيرلسكوني ، وحين يتعلق الأمر بالإدارة الكروية تحديداً ، يدخل في عِداد تصنيف رابع للأقطاب .. فهو في نظر كثير من الإيطاليين الرئيس السارق ، وهو في نظر قطاع آخر من الناس الرئيس المسروق الذي اعتاش على أمواله دهاة السماسرة واللصوص في كرة القدم .. لكنه لم يكن مغفلاً أبدا ، فالرجل كان يلعب مع عصابات المافيا بالبيضة والحجر ، وهو يفهم ما كان يدور ، لأنه – وهذه وجهة نظره – وظـّف الكرة إلى جانب امبراطوريته الإعلامية معتمداً على (الصورة) للوصول إلى الناس ، فكان يتمّ انتخابه ، وكان ينهض بعد كل كبوة مريرة!

نموذج بيرلسكوني والكرة .. يوحي لي هنا بأسماء ومواقف وخواطر مرّت علينا في عهود رياضية متفرقة .. شخصياً عرفت نماذج من التصنيفات الأربعة ، لكن يبقى دوما في ذهني سؤال : متى يمكن أن (يلعب) رجال الأعمال العراقيين في ميدان الإدارة والزعامة الرياضية بقوانين واضحة تنقلنا من هذا التوريث المقيت الذي لا فكاك منه إلى جعل العمل الرياضي ميدانا للعطاء والتمويل والاستثمار وتحقيق الربحية النظيفة ، أسوة بالعشرات من التجارب العالمية التي تقف أمام تجربة بيرلسكوني (الفريدة) متأرجحة بين القبول الكامل كروياً والرفض الشديد سياسياً؟!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram