اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سياستنا المائية واقعاً وتوظيفاً

سياستنا المائية واقعاً وتوظيفاً

نشر في: 5 فبراير, 2013: 08:00 م

أدهشني أحد الناشطين في منظمات المجتمع المدني، قائلاً "أنه أثناء عملية جمع التواقيع لإدانة مشروع سد ايلسيو ذي السعة الخزنية (4ر10 كم3) وبارتفاع (138 م) على نهر دجلة ويبعد 70 كم عن الحدود العراقية، رفض بعض أعضاء المكونات التوقيع.

وكانت الدهشة شديدة كونها وصلت إلى حد التوظيف السياسي الأهوج قصير النظر وهذا ليس عجيباً في ظل سياسات رسخت في العقل الجمعي العراقي وبشكل حاد لحد التهريج بأن مشكلتنا مع جيراننا الثلاثة (تركيا، إيران وسوريا) هي مائية أولاً وأن المذكورين يمارسون أبشع الوسائل المكشوفة وغير المكشوفة لمنع تدفق دجلة والفرات وروافدهما على دجلة. وهذا النهج استعمل بشكل حاد في ظل أزمات أو آخر التسعينات مع سوريا مثلاً.

نعم، أن سياسة الجوار المائية قد يكون فيها ما يجعل موقعنا التفاوضي معهم ضعيفا. حيث ثبت إحصائيا أن حصة الفرد الطبيعية من المياه سنوياً هي (1000 م2) وحصة الفرد العراقي الفعلية هي (2400م3) والسعودية  (920 م3) وإيران (1890 م3) وتركيا (2890 م3) وموارد مصر (65 مليار م3) حصة الفرد (700 م3) لذلك أصبح موقفنا بائساً.

وهذا البؤس وظف سياسياً لنقل المعركة وتصديرها إلى الجيران وهذا يحق لنا أن ننقلها إليهم بعد إكمال مستلزماتها ولكننا نهاجم بأسلحة دفاعية قديمة وهذا جزء من الغالب في السياسات العامة تذكرنا بشعارات قومية أكلت الكثير لأن وسائلها وأدواتها كانت ضعيفة ولأنها بدون إرادة حقيقية. أن لم تكن مزيفة.

فمشاكل المياه ليست محلية أو إقليمية بل هي عالمية لها شرعات وقسم منها بنصوص أمره.

فالهدر المائي من خلال طرق السقي التقليدية كان ولا يزال سبباً رئيسياً ليس لشح الماء فقط بل سبب للملوحة في التربة والتغدق وغيرها من الأضرار التي تنتج عن استعمال الماء غير الرشيد. وهذا يعني أن تكون لدينا وسائل ري حديثة (مرشات، بيوت زجاجية ووعي بالحاجات الفعلية).

أما العامل الثاني للهدر فهو عدم تصفية ومعالجة مياه المجاري وذلك انعكس على شكل تلوث في المياه وضرر للأرض مع أمراض خصوصاً في الجنوب الذي يقال أن 80%  من أمراضهم أسبابها مياه ملوثة.

كما أن عدم تبطين السواقي أيضاً يبقى سبباً للهدر وتدمير التربة المجاورة تغدقاً وتملحاً. أين نحن من هذا عندما نطالب بحصة مائية بموجب القانون الدولي؟

إنها سياسة رد فعل غير متكافئ وغير متوازن عندما نهدد تركيا أو إيران أو سوريا أو نشتمهم بالإعلام ونهدد بالتبادل التجاري الذي بلغ (12 ملياراً مع تركيا) و(8 مليارات مع إيران) ألم يكونوا هم مستعدين لذلك ثم أن كثيراً من المشاريع التركية والإيرانية أجدى من غيرها اقتصادياً نظرا على الأقل لقصر المسافة وكلفة النقل كما أن مخازننا المائية ما زالت تستوعب أكثر من الحاجة. وعندما يذهب الماء للخليج فهذا أمر طبيعي مثل باقي الأنهر الكبرى حيث يستهلك الماء ويفقد كثيراً من خصائصه في المصبات عموماً وخصوصاً عندنا. 

فالسياسات الشعبوية القاصرة لم تصل إلى نتيجة طلية ثلث قرن تقريباً.   والالتفاف نحو الحقائق ومكاشفة الناس بذلك وليس التوظيف السياسي الخطر الذي حتى هو يصبح طائفياً عندما تحرك أي ملف هل هذا معقول ونحن في مخاض؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم.. مسعود بارزاني في بغداد وسيحضر لأول مرة اجتماع للاطار التنسيقي

مختص يحدد ثلاثة اسباب لعودة ارتفاع الدولار ومستشار رئيس الوزراء يقدم تصوراً مغايراً

صورة اليوم

إطلاق سراح 562 نزيلا ونزيلة خلال حزيران الماضي

النزاهة النيابية تكشف عن «اجراءات روتينية» تعرقل استرداد الاموال المهربة

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عجبي !!

 علي حسين لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال...
علي حسين

قناطر: ومن الصوت ما يحملك الى البحر

 طالب عبد العزيز الصوت، اي صوت مثل الصور والحضور المادي، مادة جذب ونفور، وما نسمعه ونراه يتشكل في وعينا ولا وعينا أيضاً، ثم ينتظم مكوناً جزءاً من تاريخنا الانساني. كذلك تتشكل الموجودات في...
طالب عبد العزيز

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما...
د. محمد الربيعي

ذهنية (الهوسة)

د. هاني عبيد زباري شهد مجتمع العراق الحديث والمعاصر الكثير من العادات والتقاليد التي نظمت سلوك الأفراد والجماعات. وأصبحت مبنوذة اجتماعياً، وأغلب تلك التقاليد وأعقدها وأكثرها بقاءً، تلك التي تحولت إلى ممارسات (طقسية) لها...
د. هاني عبيد زباري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram